Director Message
ان الحاجة للغذاء الجيد تزداد في العالم حيث تفوق الحاجة للمنتجات الغذائية مقدرة المصادر الطبيعية التقليدية على الوفاء بها بنفس معدلات النمو السكاني مما يحتم رفع إنتاجيات هذه المصادر والحفاظ عليها وتنميتها والاستفادة منها على نحو مستدام للأجيال الحاضرة والقادمة وتسخير التقنيات والتكنولوجيات الحديثة لتحقيق هذا الهدف .
واذا نظرنا في الموارد السمكية في العالم فأننا نجد الحاجة أشد الحاحاً لما تتعرض له البحار من الصيد الجائر لتقديم المنتجات السمكية للمستهلكين ولما عرف عن هذه المنتجات من ارتباطها بالصحة وجراء حث الأطباء والمختصين بالتغذية على ضرورة تناول الاسماك والمنتجات السمكية للحد من الإصابة بأمراض خطيرة مثل تصلب الشرايين والذبحة القلبية والجلطات الدماغية هذا الزخم الإعلامي والحث الطبي جعل الإقبال على المنتجات السمكية يتضاعف وتسبب في الصيد الجائر لمعظم مصائد العالم وأصبح الحل الأمثل لمواجهة هذا الطلب المتنامي على المنتجات السمكية والحد من الصيد الجائر وإعطاء المصادر الطبيعية الفرصة للتكاثر وإعادة صيانتها بنفسها هو زراعة الاسماك والاحياء البحرية وإكثارها بطرق وتكنولوجيات حديثة والتحكم في جودة منتجاتها وفق متطلبات وذائقة المستهلك ولذلك انتشرت تربية العديد من الاسماك المحببة للمستهلكين مثل السالمون والتراوت وأسماك الشعوم والبياض والتونة وكذلك الربيان والمحار وغيرها من الأحياء المائية .
أننا نقف اليوم أمام صناعة سمكية واعدة مسؤولة صديقة للبيئة مستدامة للأجيال رافداً لاقتصاديات الدول تساهم في تنمية السواحل البحرية والنهرية ومجتمعاتها وتتيح فرص العيش الكريم لقاطنيها وتقدم للمستهلكين منتجات يتم التحكم بجودتها وسلامتها .
ويسرنا بالمركز الدولي البحري أن نساهم في توطين هذه التكنولوجيات في المناطق الذي نتشرف بالإشراف عليها ونساند المستثمرين في هذا المجال لتكون استثماراتهم مجدية وتحقق لهم الأهداف المرجوة وذلك بتوخي الحذر في اختيار المواقع والأصناف الصحيحة التي تناسب بيئاتهم واستخدام الطرق الحديثة في الانتاج ، كما نساند القطاعات الحكومية المختصة بالثروة السمكية والمحافظة على مصادرها المائية والبحرية وتنميتها من خلال الإسهام في الأشراف على مراكز الأبحاث والمختبرات السمكية وإجراء المسوحات الرامية لتقدير المخزون السمكي واقتراح الإجراءات والتشريعات التي تحقق بأذن الله استدامة للموارد الطبيعية وتنمية لها وتحافظ على مجتمعات الصيادين ومهنتهم من الاندثار . وتعزز في النشء والأجيال المحافظة على البيئة والاحياء المائية لا سيما المهددة بالانقراض وتعزز الأنشطة الترفيهية والنزهة على نحو يكفل السلامة البيئية .
محمد جابر السهلي